وما أرسلناك إلا رحمه للعالمين
شهر رمضان هو شهر القرآن وهو شهر الرحمه والمغفره والتوبه ، وهو الشهر الذي نزلت فيه الرساله على محمد صلى الله عليه وسلم ، وهي رحمه للعالمين مصداقا لقوله سبحانه وتعالى ( وما أرسلناك إلا رحمه للعالمين و سنتكلم عن تفسير معنى هذه الايه الكريمه
يلاحظ أن موكب الرسل حين يبعثها الله سبحانه وتعالى لعباده .... أن كل رسول يأتي برحمه ... كيف ذلك ؟
قد يأتي الرسول إلى بيئه محتاجه للتذكير بمنهج الله ولا يأتي رسول الى قوم آخرين يعيشون في نفس الزمن ولكن في بقعه أخرى ويتبعون منهج الله إتباع سليما ،
إذن فالديانات كلها إنما تهدف الى بقاء المنهج الالهي الذي صاحب الانسان الاول حتى ينظم حركته في الارض ، وتأتي الرسل تذكر من نسي أو إنحرف... أو خالف هذا المنهج من ذريه آدم
وذلك نظرا لأن المنهج يتطلب سلوك يتعارض مع شهوات النفس الجامحه ورغباتها الطائشه وتحدث الغفله والنسيان والانحراف الذي قال فيه الله سبحانه وتعالى( كلا بل ران على قلوبهم ) أى أنتهت صلتهم بالله بغفلتهم الكامله عن أحكام الدين
إذن مواكب الرسل كلها جاءت لكى تذكر بالعهد الاول الذي أعطى لأدم والذي عبر الله سبحانه وتعالى عنه بقوله ( فإما يأتينكم مني هدى ) ...لكن الغفله تطرأ على القلب ... ومن رحمه الله أن يرسل رسولا يذكر الناس بالمنهج لكل زمان وكل مكان
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء على فتره من الرسل نلاحظ أن رسالته صلى الله عليه وسلم لم تكن لقوم معين ، ولا لجنس بشرى معين ، خلافا للرسل السابقين ... فيقول الله سبحانه وتعالى لنبيه : ( وما ارسلناك الا رحمه للعالمين ) ثم يقول الله ( وما ارسلناك الا كافه للناس ) رساله النبي صلى الله عليه وسلم اخذت هنا عموميه
عموميه المكان ، ثم يقول الله سبحانه وتعالى ( وخاتم النبيين )
إذن أخذت الرساله هنا عموميه الزمان والمكان أيضا ... لذلك يجب أن يأتي التشريع صالحا لكل زمان وكل مكان
ولكن لماذا جاءت الرساله... رساله النبي صلى الله عليه وسلم لها عموميه المكان و عموميه الزمان ؟
هذا أيضا من إعجاز القرآن ذلك أن الله سبحانه وتعالى في علمه أن آفات البشريه كلها ستصبح آفات واحده ذلك أن العالم كلما تقدم وإزداد إتصاله توحدت الافات التى يشكو منها ... فقبل رساله محمد صلى الله عليه وسلم كان هناك إنعزال في الدنيا... لا توجد إتصالات بين المجتمعات البشريه وكان كل مجتمع بشري يعيش وينتهي دون أن يدري عنه أي مجتمع بشرى آخر في مكان بعيد عنه
ذلك أن الاتصالات بين المجتمعات البشريه المختلفه كانت شبه معدومه لبعد المسافه وضعف وسائل المواصلات إنعدامها الذي يمكن البشر من إتصال مع بعضهم ببعض في أوقات قصيره .... ومن هنا كان الكل مجتمع أفاته الخاصه وأمراضه وإنحرافاته وغفلته عن الدين وكانت الرسل تأتي الى هذه المجتمعات تذكر لمنهج الله ولكنها كانت ترسل إلى مجتمع بعينه كعاد وثمود وآل لوط وغيرهم بل في أحيان كان يرسل الله سبحانه وتعالى أكثر من رسول في نفس الوقت هذا ليعالج آفات مجتمع وهذا ليعالج مجتمع آخر كما حدث مع لوط و إبراهيم مثلا
كان هناك إنعزال ... وكان هذا الانعزال يجعل النداءات مختلفه و يتم إرسال الرسل الى كل مجتمع لتذكير أهله ولكن الآن وبعد أن إلتقي العالم وأرتقى ، توحدت الداءات... أو اصبحت كلها حول دائره واحده... يحدث شيء في أمريكا فيصبح عندك بعد ساعه واحده تكاد تكون هناك وحده الافات في العالم كله ...آفه البشريه واحده في البلاد المتقدمه وفي البلاد غير المتقدمه لأنه حدث ألتقاء بشرى.... عندما يحدث الحادث يعرفه العالم كله بعد دقائق... ما دامت الافات قد توحدت نتيجه للاتصال البشرى الكبير الذى تم... فلابد من وحده المعالجه ... وهكذا أنبأنا الله- سبحانه وتعالى - في القران الكريم منذ وقت نزوله ...أن العالم سيتقدم ليصبح وحده واحده وان الافات في العالم تكاد تتوحد نتيجه الاتصال السريع بين أجزائه ولذلك لابد من وحده المعالجه . فأرسل هذا الدين في رحمه للعالمين وهذا معنى كلمه رحمه للعالمين أى للعالم كله الذي ستتوحد داءاته و أفاته ...ولابد أن يكون المعالج واحد يشمل الجميع ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين فكان رحمه للعالمين في كل زمن حتى تقوم الساعه .
تعليقات
إرسال تعليق