تاريخ الكتاب والكتابه لك أن تتخيل عزيزي القارئ، أن هذا الجسم الذي بين يديك لم يكن وليد المصادفة، ولا نتاج فكرة عابرة أثمرت هذا العمل الجليل والنتاج القيم. لقد مر هذا المنتج بقصة طويلة موغلة في القدم، متجذرة في عمق التاريخ يقدر عمق الحضارة الإنسانية نفسها، فقد مر بكثير من التغيرات. واتخذ أشكالا شتى بحسب ثقافات الشعوب وحضاراتها حول العالم قديمًا كان ذلك أوحديثا. وقد بذلت الجهود المضنية والتجارب الكثيرة، وأنفقت الأموال الطائلة من أجل تطويره وتطويعه لخدمة الإنسان بأفضل قالب فني ماتع، حتى استحال إلى هذا الشكل الذي نتناوله، ويدعى الكتاب، إن لهذا الكتاب الذي عُدّ منذ القدم وسيطا للمعلومات ووعاءً للمعرفة رحلة طويلة تبدأ من جدران الكهوف، ولحاء الأشجار، وأوراق الشجر، وعظام الحيوانات، وألواح الطين، ولفافات البردي، وطيات الرق، وغيرها من أوعية المعلومات التي ابتكرها الإنسان القديم لأغراض شتى، كتسجيل المعارف وظواهر الطبيعة التي مرت به، وللتعبير عما في نفسه، وللتواصل مع غيره، وكان ذلك عن طريق صور ورموز بسيطة تتوافق مع الحياة والظروف التي كان يعيشها. وقد استخدم لتدوين هذه الرسوم والرموز أدوات شتى بحس
كل ما هو مفيد ونافع للانسان من جميع المجالات