فضل العلم
العلم هو ما قام عليه الدليل ، ويقصد به علم الكتاب والسنه بفهم سلف الامه رضي الله عنهم ، فالعلم قال الله ، وقال رسول الله ، وقول من ميزه الله بالفطنه والفصاحه فعرف كيف يستعمل تلك النعمه ، وقولهم حجه عليهم لا على الدين .
والعلم بكسر العين في اللغه من الفعل الثلاثي علم أي عرف ما كان مجهولا بالنسبه إليه في حدود القدرات البشريه ، فالعلم إسم من أسماء الله الحسنى ، وهو الذي يعلم ويعرف كل شيء سرا و علانيه .
والعلم في الاصطلاح : هو مجموعه المعارف والخبرات والاستنتاجات التي يتوصل إليها الإنسان ويتقنها في مجال ما من مجالات المعرفه ، فهناك علم الطبيعه ، و علم الدين ، و علم الطب والهندسه ، وغيرها. وقد جاء في الأثر أن الأنبياء عليهم السلام لا يورثون ذهبا ولا فضه ولا منصبا وإنما يورثون العلم لمن بعدهم .
الإسلام دين العلم والتعليم
فأول آيه حملها جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم هى أقرأ ، ثم تلا قوله تعالى نون والقلم وما يسطرون ) القلم 1) فهاتان الآيتان عظمتا شأن القراءه والكتابه و أقسم الله سبحانه بالقلم وهو أداه التدوين والكتابه والحفظ .
و بالقراءه والكتابه تكتسب العلوم المختلفه وتزدهر الحضارات وينتشر العلم بين الناس وينزع الجهل من أفواه العوام .
فضائل في القران كثيره :
منها قوله تعالى يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ( المجادله 11)
و قوله تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون (الزمر 9)
قل أيها الرسول هل يستوي الذين يعلمون ما أوجب الله عليهم بسبب معرفتهم بالله أولئك الذين لا يعلمون شيئا من هذا ؟؟
إنما يعرف الفرق بين هذين الفريقين أصحاب العقول السليمه .
وقد زاد شوقنا إلى العلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين -- أخرجه الترمذي وصححه الألباني .
أيها المتفقه في الدين فالعلم في شريعتنا له مقام جلى قد ميز الله به العابد عن العالم كما بين السماء والارض .
عن قيس بن كثير رضي الله عنه قال : قدم رجل من المدينه على أبي الدرداء وهو بدمشق فقال : ما أقدمك يا اخي ؟
فقال : حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو الدرداء : أما جئت لحد ؟
قال : لا
قال : أما قدمت لتجاره ؟
قال : لا
قال : ما جئت إلا في طلب هذا الحديث .
قال : لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنه وإن الملائكه لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم وأن العالم يستغفر له ما في السماوات وما في الأرض حتى الحيتان في الماء .
و فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب .
إن العلماء ورثه الأنبياء إن الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر - أخرجه الترمذي وصححه الألباني .
وسلوك الطريق بألتماس العلم يدخل فيه سلوك الطريق الحقيقي وهو المشي بالأقدام إلى مجالس العلم ، و يدخل فيه سلوك الطريق المعنوي المؤدي إلى حصول العلم ، مثل حفظه ومدارسته .
وقوله سهل الله له به طريقا إلى الجنه قد يراد ذلك أن الله يسهل له العلم الذي طلبه وسلك طريقه وييسره عليه ، لأن العلم طريق يوصل إلى الجنه ، كما قال بعض السلف هل من طالب علم فيعان عليه ، وقد يراد به طريقا إلى الجنه يوم القيامه وهو الصراط وما قبله وما بعده ، فالعالم نور وبنوره يرفع الجهل ، والشبه والشكوك ولهذا سمى الله كتابه نورا .
وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الناس ، ولكن يقبضه بقبض العلماء فإذا لم يبق عالما ، أتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم رواه احمد و البخاري ومسلم وغيرهم .
وسئل عباده بن الصامت عن هذا الحديث فقال لو شئت لأخبرتك بأول علم يرفع من الناس : الخشوع
وإنما قال عباده هذا لأن العلم قسمان أحدهما كان ثمرته في قلب الانسان هوالعلم بالله تعالى ، و أسمائه ، وصفاته ، وأفعاله المقتضى لخشيته ، ومهابته ، وإجلاله ، ومحبته ،و رجائه، والتوكل عليه ، فهذا هو العلم النافع .
كما قال ابن مسعود أن أقوام يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع .
وقال الحسن : العلم علمان
علم اللسان : فذاك حجه علي ابن آدم كما في الحديث القرآن حجه لك أو عليك وعلم في القلب فذاك .
العلم النافع : فأول ما يرفع من العلم العلم النافع ، وهو العلم الباطن الذي يخالط القلوب : ويصلحها .
ويبقى علم اللسان فيتهاون الناس به ، ولا يعملون بمقتضاه لاحملته ولا غيرهم ،ثم يذهب هذا العلم بذهاب حملته و تقوم الساعه على شرار الخلق .
من الأدله على فضل العلم وأهله كذلك
عن أبي هريره قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد رواه الطبراني والبيهقي .
لا حسد إلا في أثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل أتاه الله الحكمه فهو يقضي بها ويعلمها
(متفق عليه)
وأيضا إنما الدنيا لأربع نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي في ماله ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأحسن المنازل عند الله ورجل أتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول لو أن لى مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته وهما في الأجر سواء و رجل أتاه الله مالا ولما يؤتيه علما فهو يخبط في ما له لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأسوء المنازل عند الله ورجل لم يؤتيه الله مالا ولا علم فهو يقول لو أن لى مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته وهما في الوزر سواء أخرجه الترمذي وصححه الالباني .
قال الامام أحمد : الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مره أو مرتين والعلم يحتاج إليه بعدد الأنفاس .
وقال سفيان بن عيينه أرفع الناس منزله من كان بين الله وبين عباده وهم الانبياء والعلماء .
ما الفضل إلا لاهل العلم
أنهم على الهدى لمن استهدي ادلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه
والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا به ابدا
الناس موتى وأهل العلم احياء
فإن الله تعالى أختص من خلقه من أحب فهداهم إلى الإيمان ، ثم إختص من سائر المؤمنين من أحب ، فتفضل عليهم فعلمهم الكتاب والحكمه ، وفقههم في الدين ، وعلمهم التأويل ، وفضلهم على سائر المؤمنين ، وذ لك فى كل زمان .
فرفعهم بالعلم وزينهم بالحلم .
بهم يعرف الحلال من الحرام والطيب من الخبيث والنافع من الضاره .
بهم تحيا قلوب الحق فهم قره العيون
وقد قال كعب الأحبار رحمه الله : عليكم بالعلم قبل أن يذهب فإن ذهاب العلم موت أهله.
موت العالم نجم طمس.
موت العالم كسر لايجبر وفجوه لاتسد . بأبي وأمي العلماء قبلتي إذا لقيتهم وضالتى إذا لم ألقهم لا خير في الناس إلا بهم .
اللهم ارقنا العلم
ردحذف