آداب طالب العلم
إعلم أعزك الله أن تعلم الآداب وحسن السمت مطلب شرعي ، قل في الناس من يلتفت إليه ، بل البلايا العظام لم تتوالى علينا إلا يوم هجر الناس السمت الحسن ، وأقبلوا على العلم ولم يزينوه بحليته الواجبه ، فظهرت الأقوال الشاذه وكثرت الصراعات والخلافات .
فلم نجنِ للعلم ثمره ونٓزُرٓ فى الناس أهل العلم والفضل..
تأدب قبل أن تتعلم فإنك لن تنال من العلم طرفا إذا لم تنل من الأدب أطرافه وأعلم أن تهذيب النفس و إصلاح خللها ليس بالأمر اليسير ، إلا من وفقه الله تعالى فأصلح مابينك وبين الله يستقم حالك .
و هذه بعض الآداب عليك أن تسعى لتتحلى بها في طريق طلب العلم
أولا : طهاره القلب من الادناس ليصلح لقبول العلم و إستثماره .
ففي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن فى الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب .
قيل يطيب القلب للعلم كما تطيب الأرض للزراعه .
وفي صحيح مسلم أن الملائكة لا تدخل بيت فيه كلب أو صوره فكيف ينزلون قلبا مليء بالانجاس والخبائث ، ومزموم الصفات مثل الغضب ، والشهوه ، والحقد والحسد ، والكبر ، والعجب ونحوها .
وهذه الصفات كالكلاب النابحات في الباطن فكيف يمكن أن تتفق هذه مع ملائكه الرحمه .
قال بن جماعه : القلب المظلم المشحون بالذنوب لا يستطيع إستقبال الملائكه ، ولا يبقى فيه مكان للعلم الذي هو نور يقذفه الله عز و جل في قلوب من أراد .
يقول الشافعى رحمه الله :
شكوت إلى وكيع سوء حفظى
....فارشدنى إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
و ونور الله لايهدى لعاصي .
فإن العلم كما ذكرنا هو صلاه السر ، وعباده القلب ، وقربه الباطن ، وكما لا تصح الصلاه التي هي عباده الجوارح الظاهره إلا بطهاره الظاهر من الحدث والخبث ، فكذلك لا يصح العلم الذي هو عباده إلا بطهارته
من خبث الصفات ، و حدث مساوئ الاخلاق ورديئها.
- أوصاف طلاب العلم الذين نفعهم الله بالعلم في الدنيا والاخر :
حق الطالب صفات وأحوال شتى ومقامات لابد له من استعمالها فهو ، مستعمل في كل حال ما يجب عليه :
- فله صفه في طلبه للعلم وكيف يطلبه ؟
- وله صفه في كثره العلم - إذا كثر عنده - ما الذي يجب عليه فيه فيلزمه نفسه ؟
- وله صفه إذا جالس العلماء كيف يجالسهم ؟
وله صفات إذا تعلم من العلماء كيف يتعلم؟
وله صفه كيف يعلم غيره ؟
وله صفه إذا ناظر في العلم كيف يناظر ؟
وله صفه إذا أفتى الناس؟
وله صفه كيف يجالس الأمراء إذا إبتلى بمجالستهم ؟
و من يستحق أن يجالسه ومن لا يستحق ؟
وله صفه عند معاشرته لسائر الناس ممن لا علم معه .
وله صفه كيف يعبد الله عز وجل فيما بينه وبين ربه ؟
قد أعد لكل حق يلزمه ما يقويه على القيام به .
-- آداب طالب العلم في نفسه :
فمن صفته لإرادته في طلب العلم:
أنه يعلم أن الله عز وجل فرض عليه عبادته والعباده لا تكون إلا بعلم ،بل وعلم أن العلم فريضه عليه .
وعلم أن المؤمن لا يحسن به الجهل ، فطلب العلم لينفي عن نفسه الجهل ، يعبد الله كما أمره ، ليس كما تهوى نفسه
فكان هذا مراده في السعي في طلب العلم وكل منا يعلم ان :
العلم عباده :
أصل الأصول في هذه الحليه بل و لكل أمر مطلوب علمك بأن العلم عباده .
وقال بعض العلماء : العلم صلاه السر وعباده القلب .
العلم عباده لا شك فيه بل من أجلٌ العبادات وأفضلها ، حتى أن الله تعالى جعله في كتابه قسيما للجهاد في سبيل الله - الجهاد المسلح - فقال عز وجل : ( وما كان المؤمنون لينفرو كافه فلولا نفر من كل فرقه منهم طائفه ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون - التوبه ١٢٢ )
ليتفقهوا يعني بذلك الطائفه القاعده
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
أخرجه البخاري ومسلم
فإذا رزقك الله الفقه في دينك ، والفقه هنا يعني به العلم بالشرع ، فيدخل في علم العقائد ، والتوحيد وغيره .
فإذا رأيت أن الله مٌن عليك بهذا فاستبشر خيرا .
وقال الإمام أحمد : العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته ، قالوا و كيف تصنح نيته يا أبا عبد الله ؟ قال : ينوى رفع الجهل عن نفسه وعن غيره .
وعليه فإن شرط العباده إخلاص النيه لله عز وجل.
قال تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين (البينه ٥ )
فإن فقد العلم إخلاص النيه إنتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات .
ولا شئ يحطم العلم مثل الرياء ، رياء شرك أو رياء إخلاص كقول فعلت و عملت وحفظت .
تعليقات
إرسال تعليق