الحياه مجموعه قرارات
إذا تأملت حياتك كلها ستجدها عباره عن مجموعه قرارات ، قد اتخذتها بإرادتك ،
فأنت من قررت أن تذاكر في أثناء الدراسه أم لا !
وأنت من قررت ماذا ستدرس في الجامعه!
وأنت من قررت هل ستمارس الرياضه أم لا!
وأنت من قررت من ستتزوج ومتى !
وأنت من قررت من ستجعلهم أصدقائك المقربين !
وأنت من قررت هل ستعيش سعيدا أم ستعيش تعيسا !
و أنت أيضاً من قررت هل ستجتهد وتبذل قصارى جهدك لتنجح في الحياه أم ستتخاذل وتستسلم للفشل و تلقي اللوم على الظروف و الأشخاص المحيطين بك !
إذا تأملت حياتك جيدا بتجرد دون الانحياز لنفسك أو اختلاق أعذار واهيه ستصل إلى الحقيقه الاتيه :
أن ما تعيشه الآن من وضع إقتصادي وإجتماعي ونفسي ما هو إلا نتاج قراراتك في الماضي و ستعى جيدا أن حياتك في المستقبل ستتحسن إذا تحسنت قراراتك في الحاضر.
لقد ادرك الامريكي كريس جاردنز هذه الحقيقه فتحول من مشرد ينام في محطات القطارات إلى رجل أعمال وخبير أوراق ما ليه ومحاضرا عالمي في التنميه البشريه .
بل تحولت قصه نجاحه إلى كتاب بأسم (البحث عن السعاده) و إلى فيلم سينمائي يحمل الإسم نفسه ، أدى بطولته نجم السينما الأمريكي ويل سميث ، الذي رُشح للحصول على جائزه اوسكار أفضل ممثل عن دوره في هذا الفيلم الرائع ، و حقق الفيلم إيرادات تتجاوز 300 مليون دولار
إن السر الأعظم وراء نجاح كريس جاردنز هو إرادته القويه التي تكونت نتيجه قراراته الصحيحه التي اتخذها لتغير مسار حياته من مشرد إلى مليونير ورجل أعمال
لقد مر كريس بظروف لا يتحملها كثيرون منا لكنه كان يقول لنفسه اذا أردت شيئا فلن يمنعني أحد من الوصول إليه .
ولد كريس في عام 1954 في ولايه ويسكنس الامريكيه وعاش طفوله قاسيه في منزل زوج والدته لم يجد منه إلا معامله شديده القسوه إ لا أنه تعلم من والدته المثابرة و كيفيه الإعتماد على النفس ، وهذا ما ساعده على تخطي الصعوبات التي بدات منذ نعومه اظافره عندما اضطر إلى العيش في ملجأ متواضع مع اخوته.
عندما كبر كريس التحق بالجيش وتعرف على الطبيب الجراح اولبرت اليس ، ثم عمل معه لاحقا بعد انتهاء خدمته العسكريه في مستشفيات ومعامل طبيه عديده ، وادخر بعض الأموال التي ساعدته على الزواج من السيده شيرى دايسون ، إلا أن الحال لم تكن أفضل من قبل الزواج ، وقد تعدت المشاكل بينهما بسبب ظروفه المالية الصعبه مما أدى إلى انفصالهما ، لكنه قرر أن يعيش طفلهما الصغير معه بعد الانفصال،
على الرغم من كل هذه الظروف فقد كان داخل كريس أراده قويه بأنه سينجح يوم ما ، لذا قرر أن يترك وظيفته في المعمل الذي كان يشرف عليه ويتجه إلى وظيفه البائع المتنقل ، لكنه بعد مده وجيزه أيقن أن هذه المهنه لن توصله إلى ما يريد من نجاح ، فقرر أن يغير مهنته مره أخرى حتى يجد طريقه إلى النجاح لأنه يعي أن نجاحه قراره هو.
ذات يوم كان كريس يسير مع طفله في الطرقات فشاهد سياره فراري فارهه يقودها رجل تبدو عليه علامات الثراء فلم يتردد كريس قبل أن يتجه إليه في حماس بالغ ، ويسأله عن شيء واحد فقط ، ماذا تعمل ؟ فأجابه الرجل بأنه يعمل سمسارا في البورصه .
ولأن أراده النجاح كانت داخل كريس لكن ينقصها القرارات السليمه قرر كريس على الفور اقتحام عالم البورصه لكنه وجد صعوبه أخرى هنا ، وهي أنه عليه أن يعمل متدربا وبدون أجر لمده 6 أشهر، إذا نجح يتم تعيينه براتب .
و على الرغم من أنه آنذاك لم يكن لديه أي مصدر للدخل ، قرر أن يخوض التجربه لعله يصل إلى النجاح الذي يريده ، فبدأ مده التدريب بكل قوه و حماس ولكن مع الوقت نفذت النقود التي كانت بحوزته، فترك السكن الذى كان يقيم فيه واضطر إلى النوم في محطات القطار ودورات المياه العامه بالشوارع.
لقد مر كريس بظروف تستطيع أن تقهر أصحاب الاراده الضعيفه ولكن أراده كريس وقراراته التي يتخذها ليحقق ما يريد ساعدته في أن يتم قبوله في الشركه الكبرى للبورصه ليكون ذلك ايذانا ببدايه نجاحه .
فقد أثبت كريس نفسه في عالم البورصه سريعا وتمكن من ادخار الأموال من جديد ليؤسس شركته الصغيره للأوراق الماليه التي بدأت برأس مال لا يتجاوز 10,000 دولار ، وأصبحت فيما بعد تساوي الملايين في سنوات قليله .
واليوم يعيش كريس جاردنز الرجل الستيني الملهم في تنقل دائم بين دول العالم فقد تفرغ لعمله محاضرا عالميا في التنميه البشريه
إن قصه كريس جاردنز واحده من أكثر القصص الملهمه التي تعلمك المعنى الحقيقي للإرادة القويه ، بل إنها تساعدك على اكتشاف أن الامور التي كنت تريد تنفيذها ولكنك فشلت وعللت فشلك بأن الظروف لم تساعدك أو أن أهلك لم يساعدوك أو لأنك لا تمتلك علاقات قويه هي مجرد أسوار وهميه وضعتها لنفسك حتى لا ترى الحقيقه وهي أن إرادتك ضعيفه و قراراتك التي اتخذتها كانت خاطئه
التغيير يحتاج إلى اراده قويه:
إن التغيير إلى الأفضل الذي ينشده الجميع، لا يحدث من تلقاء نفسه ، ولكنه يحتاج إلى أراده قويه تتمثل في اتخاذ قرارات لكي تتحول الكلمات إلى أفعال والاحلام الى حقائق .
عليك أن تقرر ما هي الأمور التي تريد تغييرها في حياتك ، ويفضل أن تكتبها في ورقه وتحتفظ بها لكى تراها من وقت إلى آخر، فتكون محفزه لك وتمنعك من التكاسل .
فكثير منا يكون لديه قرارات يرددها داخله دون كتابه ولا يستطيع تنفيذها ، ولكن الكتابه ستساعدك على تقويه الإرادة لتنفيذ ما تريده والاحصائيات تؤكد أن أولئك الذين يكتبون اهدافهم ينجحون في تحقيقها اكثر 80 في المئه من الذين لا يكتبون اهدافهم.
ولكن هل يكفي أن تكتب القرارات التي تريد اتخاذها ؟
بالطبع لا يجب بعد تحديد القرارات التي تريد تنفيذها أن تحدد من هم الأشخاص الذين تستعين بهم لكي يساعدوك ويحفزوك على تنفيذ تلك القرارات والاستمراريه في تنفيذها .
معظم الناجحين الذين نعرفهم الآن لم يبدأو بمفردهم بل استعانوا بأصدقاء أو أقرباء لهم لكي يساعدهم على تنفيذ
قرار تهم .
ومن أمثله هؤلاء الملياردير الشاب مارك زوكر بيرج مؤسس أكبر مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك ، لم يبدا مشروعه بمفرده بل استعان بأصدقائه من جامعه هارفرد لكي يبدأ برنامجه الذي جعله أصغر ملياردير في العالم ، فلا تستهن بهذه المشاركه لتحقيق الأهداف المنشوده ، يجب أيضا أن تقرر ما هي الأمور التي ستركز عليها وما الأخطاء التي ستحاول أن تتجنبها و قرر من الآن أنك إذا اخطأت أو أخفقت ولم تتوقف عن الاستمرار لتنفيذ قراراتك فالاخفاق ما هو إلا خطوه من خطوات النجاح ، أما الفشل فهو التوقف عن المحاولة .
أكبر مثال على ذلك العالم توماس اديسون الذي حاول مئات المرات مخترع المصباح الكهربائي ولكنه لم ينجح . وعندما أراد أحد أصدقائه مواساته على فشله في تجاربه العديده رد عليه اديسون بكل قوه لما تواسيني ؟!
أنا لم أفشل ولكن اكتشفت مئات الطرق التي لا تؤدي إلى صنع المصباح الكهربائي ، ونتيجه لقوه إرادته نجح في اختراع المصباح الكهربائي وخُلد اسمه بحروف من نور في سجل التاريخ كصاحب أعظم إختراع عرفته البشريه .
تعليقات
إرسال تعليق