رساله إلى شباب الإسلام
غضبت لله لا للعرق والنسب
ولا نفاق لأهل المال والحسب
غضبت لله لا من أجل من مدحوا
قولى ومن اسمعوني صوت مكتئب
غضبت لله لا من أجل محتفل
بما أرد من شعري ومن أدبى
نزهت ثوبى عن الأرض التي امتلأت
بالوحل لم اتخذ سيفا من الخشب
يامن تصيدون في مستنقع عكر
حاشاى لست بمشاء إلى الريب
إني أقول لكم والصمت خارطه
فيها مدائن من شوقي ومن أربى
السعى فيها إلى الإصلاح عاصمه
سليمه من دواعى الخوف والسغب
لا تحسبوا إنني ألغيت ذاكرتي
أو أنني غافل عما يدور ، غبى
كلا فلي دعوه في الليل صادقه
أدعو و أسأل رب الكون في رهب
يا من تصيدون في مستنقع عكر
فروا بأوراقكم لا تسرقوا كتبي
صرفت عنكم يراعي لست أخضعه
لوصف ما قيل عن ظهر وعن قتب
وجهته لشباب الحق أحسبهم
بقيه من بقايا الساده النجب
يا أخواتي يا شباب الحق همتكم
تسمو بكم عن دروب الطيش والصخب
احبكم يا شباب الحق محتسبا
ولن يضيع ربي أجر محتسب
ادعو لكم بصلاح الأمر في زمن
سواد ظلمته يطغى على الشهب
أقول لا تفتحوا باب العقول لمن
يدعو إلى اللهو والتهريج واللعب
لا يجرمنكم شنئان من فسقوا
على سلوك طريق العنف والشغب
العدل يا أخوه الإسلام شيمتنا
به نعز ونرقى أرفع الرتب
يا أخواتي يا شباب الحق غايتكم
اسما من الغضب الممزوج باللهب
اسلامنا يا شباب الحق يعصمنا
من الخلافات والتهويل والكذب
اسلامنا يا شباب الحق يرفعنا
عن السقوط ويحمينا من الكرب
قولوا لمن هجروا أفكار أمتهم
وعلنوا فكرهم في ساحه الادب
و اغمضوا في دروب الوهم اعينهم واستبدلوا الطين والاحجار بالذهب
قولوا لهم كشفت احداثنا طرفا
مما لديكم وألقت زائف الحجب
قولوا لمن يعلن البنيان مدعيا
هلا بنيت زوايا بيتك الخرب
يا اخوتى يا شباب الحق ماغربت
شمس المعالى ولا ماتت رؤى العرب
مازال في الارض ميدان و متسع
للخير يدركه من جد في الطلب
ولم يزل في نفوس الناس منطقه
محميه سكنت بالخوف والرهب
ولم تزل نخله الاسلام باسقه
مليئه بعذوق التمر والرطب
ولم تزل واحه الاخلاق مخصبه
فيها مشاتل من تين عنب
للرفق والعنف اسباب و امكنه
ففكروا في مكان الفعل والسبب
كم بسمه فتحت قلبا وقد عجزت
عن فتحه صرخات الشعر والخطب
رسولكم قدوه فاسترشدوا وخذوا
من نهجه مسلكا يحمي من العطب
من يملك النبع لن يحتاج من ظمأ
الى الدلاء ولن يحتاج للقرب
في ديننا روح سلم لو أقيم لها
صرح لما بلغتها نظره السحب
تعليقات
إرسال تعليق