لاحظت يوما أن ابنى لا يستخدم المنشفه بعد خروجه من الحمام وأنه يجفف يده في ملابسه ، وقبل أن انهره أو أوجهه إلى الفعل الصحيح سألت من أين أتى ابني بهذا السلوك ، وقررت أن الاحظ كل من بالبيت سواء والدته ، أو أخوته ، أو جده ، أو جدته وللأسف لم أجد أي منهم به هذه العاده وكالعاده نحن لا نرى عيوبنا إلا عندما نقف أمام المرآه مر آه أنفسنا فقررت أن اسأل والدته عن مصدر السلوك ، وكانت الصدمه عندما قالت لي أنت من تفعل هذا السلوك.... سألت مستنكرا أنا...
نعم أنت...
أنا ...
لا يمكن..
وبدأت فى مراقبه نفسي لأجد أنني بالفعل أفعل نفس السلوك ، و قبل توجيه ابني لتغيير هذا السلوك كان لابد أن أتغير أنا أولا فهو مرآه لى .
يولد أولادنا صفحه بيضاء ونحن من نرسمها ونشكلها سواء طريقه مباشره أو غير مباشرة فأولادنا مرآه لنا لعيوبنا وأفكارنا ومخاوفنا وطريقه تعبيرنا عن مشاعرنا وغضبنا وفرحنا وثقتنا بأنفسنا وطموحنا و أخطائنا.
توقف لحظه لتفكر...
ما الذي كنت تكرهه في أسلوب والديك في التربيه ووجدت نفسك تفعله عندما أصبحت أبا أو أما ؟!
قال أحد الأبناء لقد كنت أكره طريقه أبي في الشده ، والتعامل معنا بقسوه ، و تجاهلنا ، ولكنني أجد نفسي نسخه منه ، و أسمع أبنائي يشتكون من شدتى ،وقسوتى.
ما السلوكيات التي يفعلها أبناؤك وتجدها نسخه من سلوكياتك أنت أو سلوكيات شريك حياتك ؟!
تقول إحدى الأمهات أنني أرى طريقه غضبى وعصبيتى وألفاظى في ابنتى الصغيره ، عندما تغضب تفعل نفس الحركات ونفس تعابير الوجه ونفس الألفاظ هل نحن من نحتاج إلى تعديل سلوك أم أبناؤنا ؟؟
كان رجل فقير يأتي سكران ومضروبا ضربا مبرحا ،و قبل أن يدخل غرفته لينام، كان يقف أمام المرآه ليضمد جراحه فكان يلزق اللاصق الطبي على زجاج المرآه ، محاولا أن يضمد جراحه هو، وعندما تستيقظ زوجته صباحا وقبل أن تراه كانت تعرف موضع جراحه من المرآ ة فقد كان يضمد المرآه !!
هذا حال بعضنا عندما نحاول أن نعدل من سلوك أبنائنا وننسى أنفسنا وننسى أننا من صنع هذه السلوكيات فيهم ،
فالأعتراف بهذه الحقيقه هو أول طريق التغيير ، فلا يمكن تغيير ما لا تراه أو تدركه ، وكما يقول ستيفن كوفي في كتابه ( العادات السبع للناس الاكثر فاعليه) ما لم يعترف الإنسان من داخله أن ماهو عليه الآن هو نتيجه لاختياراته في الماضي ، لن يقف هذا الانسان ليقول سوف اختار شيء آخر
إذ لم نعترف أن أولادنا هم نتاج أفكارنا وقناعاتنا وطريقتنا، وما فعلناه كان يجب علينا ألا نفعله وما كان يجب علينا أن نفعله لم نفعله وما قلناه كان يجب علينا أن نقوله وما كان يجب علينا أن نقوله لم نقله .
كانت فتاه تعاني من الوحده وأزمه الثقه بينها وبين والدتها، فهي لا تستطيع أن تحكي مع والدتها ، هل تعرف لماذا لا تستطيع هى أن تحكى معها ؟؟
لن تتخيل السبب !
عندما كانت في الرابعه من عمرها كانت تذهب إلى حضانه وكانت صاحبه الحضانه صديقه لوالدتها ، وقد حدث أمر ما في الحضانه و ذهبت لتروي ما حدث لوالدتها، وأكدت عليها أن لا تحكي إلى صديقتها صاحبه الحضانه ولكن الأم حكت لصديقتها والتي بدورها لامت البنت لأنها قالت لوالدتها .
ومن يومها فقدت الثقه في الأم لانها لم تعالج الامر بحكمه فقد قالت ما كان يجب ألا يقال وفعلت ما كان يجب أن لا يفعل ولا تقل ما كان يجب أن يقال ولم تفعل ما كان يجب أن يفعل حتى لا تصل البنت إلي ما وصلت اليه؟!
فكم من طفل فقد الثقه في أبيه لأنه قال له لا تقل لأحد ما ذكرته لك ثم تفاجئ الطفل أن القصه يعرفها كل العائله ويضحكون و يتندرون عليه !
تعليقات
إرسال تعليق