نبذه مبسطه للأطفال من سيره الحبيب صلى الله عليه وسلم
ولد النبى محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم في مكه صبيحه يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول الموافق العشرين من شهر إبريل سنه 571 ميلاديه ، و يوم مولده رأت أمه آمنه أن نورا خرج منها أضاءت له قصور الشام ، وتصدع إيوان كسرى ملك الفرس فسقطت منه أربعه عشر شرفه ، وخمدت النار التي يعبدها المجوس .
استبشر عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم ، وتهلل وجهه عندما سمع نبأ ميلاد حفيده ، فحمله ودخل به الكعبه ، ودعا له ، وسماه محمد وكان من عاده أشراف مكه أن يرسلوا صغارهم إلى الباديه لإرضاعهم من نسائها ، لتقوي أجسامهم ، وتتفتح عقولهم ، وليتعلموا فصاحه اللسان وكان الشرف العظيم من نصيب مرضعه من بني سعد بن بكر إسمها حليمه بنت ذؤيب زوجه الحارث بن عبد العزى الذى يعرف بأبى كبشه .
وعم الخير الوفير بيت حليمه ، وعندما أتم النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنوات ، بينما كان يلعب مع غلمان الباديه ، جاءه الملك جبريل فشق صدره وإستخرج منه علقه وطهره ، وعندما سمعت حليمه بالخبر خافت عليه فأعادته إلى أمه .
أتم النبي صلى الله عليه وسلم ست سنوات ، فخرجت به أمه وبرفقتها أم أيمن جارتها لزياره بنى النجار اخوال النبي صلى الله عليه وسلم في يثرب ، وهناك عرّفته البيت الذي مات فيه أبوه قبل مولده صلى الله عليه وسلم ، وحدثته عن سيرته العطره .
وبعد مرور شهر من تلك الزياره عادت أمه من رحلتها ، و في الطريق ألم بها مرض شديد فماتت ودفنت بالأبواء وهي قريه بين مكه و يثرب .
فرجع صلى الله عليه وسلم وشعر بمراره اليتم بعد أن فقد أباه الذي لم يراه وأمه التي تركته صغيرا .
كفله جده عبد المطلب ، ورعاه وفضله على أولاده ، وكان يرى أن حفيده سيكون له شأن عظيم ، لكن عبد المطلب توفي بمكه و كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية سنوات فكفله عمه أبو طالب وضمه إلى أبناؤه ، وعندما تم النبي صلى الله عليه وسلم أثنى عشر سنه سافر مع عمه أبو طالب في أول رحله تجاريه له إلى الشام ، وعندما وصلت القافله إلى مكان يسمى بصرى ، خرج عليهم راهب اسمه بحيرا ، نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ بيده وقال هذا سيد العالمين ، هذا يبعثه الله رحمه للعالمين ،
فقال أبو طالب: وما علمك بهذا ؟ قال بحيرا : أنكم حين أشرفتم من العقبه لم يبق حجر ولا شجر إلا وخر ساجدا ، وأنى أعرفه بخاتم النبوه في أسفل غضروف عنقه مثل التفاحه ، وأنا نجده في كتبنا ، و سأل أبا طالب أن يرده ولا يقدُم به إلى الشام خوفا عليه من اليهود ، فبعثه عمه مع بعض غلمانه وعاد إلى مكه .
▪️اشتغاله صلى الله عليه وسلم برعى الغنم والتجاره :
إشتغل النبي صلى الله عليه وسلم في صباه برعي الغنم في مكه ، و كان مسرورا بتلك المهنه ، حتى أنه عندما بعث نبيا تذكر هذه الأيام وقال بُعث موسى وهو راعي الغنم وبُعث داود راعى غنم وأنا أرعى غنم أهلي بأجياد .
وقد منحته هذه المهنه وقت للتأمل في ملكوت الله الفسيح ، وعلمته الصبر والحكمه والصدق والأمانة ، حتى أطلق عليه أهل مكه لقب الصادق الامين .
و في الخامسه والعشرين من عمره صلى الله عليه وسلم خرج تاجر إلى الشام ، فقد استأمنته السيده خديجه رضي الله عنها و أسندت إليه الإشراف على تجارتها ، لِما علمته عنه من أخلاقه الكريمه وأمانته العظيمه .
وانطلق الصادق الامين إلى الشام برفقه ميسره غلام السيده خديجه وعادت الرحله بخير وفير، ما كسبته السيده خديجه من قبل .
وحكى لها غلامها ميسره ما رآه بعينه وسمعه بأذنه ، خلال تلك الرحله التي زادته معرفه بأخلاق محمد صلى الله عليه وسلم وصدقه وأمانته وبركته وسعه صدره .
حتى أن السيده خديجه رضي الله عنها رغبت في الزواج منه ، فأرسلت تطلب زواجه ، وكانت أغنى أغنياء مكه ، وأجمل نسائها ، ورفضت الزواج من أشراف مكه بعد وفاه زوجها ، و عرض النبي صلى الله عليه وسلم الأمر على أعمامه فوافقوا ، و اقبلوا على بيت خديجه يطلبونها من عمها عمر بن اسد ، و تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من السيده خديجه رضي الله عنها وكان عمره حينها خمسه وعشرون عاما بينما هي كانت تبلغ من العمر أربعين عاما ، ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم حتى ماتت ، وأنجبت له القاسم ، و زينب ، ورقيه ، وام كلثوم ، وفاطمه ، وعبد الله
ما ت بنوه كلهم في صغارهم ، أما البنات فأدركنا الإسلام وأسلمن ، وهاجرن معه إلى المدينه ، وتوفاهن الله في حياته ، سوى فاطمه رضي الله عنها فقد توفيت بعد أبيها صلى الله عليه وسلم بسته اشهر .
عليه افضل الصلاة والسلام
ردحذف