اغتنم الفرصة
لقد تسابق وتسارع اكثر الناس في التكالب على الدنيا والنهم منها ، فمنهم من يريد أن يكون صاحب مال ، وآخر يريد أن يكون ذا جاه ، وثالث يريد أن يكون ذا سلطان ، وهذا دأب ابن آدم دائماً ، وما ذلك إلا لأنه يريد أن يُشبع رغبته وطموحه في الوصول إلى ما يريد في هذه الحياة الدنيا ، كما قال تعالى : ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنبن والقناطير المقنطره من الذهب والفضة والخيل المسومه والأنغام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب - آل عمران ١٤)
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لو كان لإبن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان ، ولا يملأ عين إبن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ( صححه الألباني)
أما المؤمن فحاله يختلف كثيراً عن ذلك ، فهو ، وإن كان يعيش في الدنيا، ويسعى لتحصيل رزقه ، وما يغنيه عن سؤال الناس إلا أن عينيه لا تغفل عن الاخره ونعيمها ، وعن الجنه ودرجاتها ، يسعى لتحصيلها بزيادة أعماله الصالحة ، أنه خلاف صاحب الدنيا الذي يريد المال والجاه والسلطان ، أنه يريد تحصيل آلاف الحسنات لأنه يعلم أن الدنيا مزرعه الاخره .
والأمر بفضل الله ليس صعب ، ولا بعيد المنال ، فقد تفضل ربنا تبارك وتعالى أن ضاعف لهذه الأمه الأجر على العمل القليل، فبقليل من الأعمال والاقوال يحصل للعبد بها مئات بل آلاف الحسنات .
قال تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبه انبتت سبع سنابل في كل سنبله مائه حبه والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم - البقره ٢٦١ ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( الحسنه بعشر أمثالها أو أزيد والسيئه واحدة أو اغفرها .
وقال تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
فمن الأعمال الصالحه التى تضاعف بها الحسنات ، وترفع بها الدرجات ، وتغفر بها السيئات .
الذكر ... وذلك لما له من فضل عظيم
قال تعالى ( فاذكرونى اذكركم - البقره ١٥٢)
وقال الله تعالى ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب - الرعد ٢٨)
والايات غير ذلك كثيره .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكه فمر على جبل يقال له جمدان فقال : سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال الذاكرون الله كثيراً )
وعن عبد الله بن بُسر رضي الله عنه أن رجلاً قال : يارسول الله إن شرائع الاسلام قد كثرت على فأخبرنى بشئ اتشبت به قال: لايزال لسانك رطبا من ذكر الله
اتشبت : أى أتعلق .
تعليقات
إرسال تعليق