النبي صلى الله عليه وسلم يحُض الأمه على التواضع.
هاهو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يحُض أمته على التواضع ، لإشاعه روح المحبه، والتآلف، والرحمه بين المسلمين
قال صلى الله عليه وسلم : وإن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد . أخرجه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم : ابغونى الضعفاء فإنما تُرزقون وتُنصرون بضعفائكم .
أخرجه مسلم.
التواضع المحمود على نوعين:
تواضع العبد عند أمر الله امتثالاً ، وعند نهيه اجتناب ، فإن النفس لطلب الراحه تتلكأ في أمره ، فيبدو منها نوع إباء، وشرود هربا من العبودية ، وتثبت عند نهيه، طلبا للظفر بما منع منه، فإذا وضع العبد نفسه لأمر الله ونهيه فقد تواضع للعبوديه .
النوع الثانى :
تواضع لعظمه الرب وجلاله، وخضوعه لعزته ، وكبريائه ، فكلما شمخت نفسه ذكر عظمه الرب تعالى ، وتفرده بذلك ، وغضبه الشديد على من نازعه ذلك، فتواضعت إليه نفسه ، وانكسرّ لعظمه الله قلبه ، واطمأن لهيبته ، واخبت لسلطانه ، فهذا غايه التواضع ، وهو يستلزم الاول من غير عكس.
والمتواضع حقيقةً من رُزق الأمرين معا .
سيد المتواضعين :
هذا هو سيد المتواضعين الذي رسم على جبين الزمان صوره حيه من التواضع ، ليتعلم منها الكون كله ، كيف يكون التواضع الحقيقي
قال الله تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) الفرقان ٦٣
وقال تعالى : ولاتصغر خدك للناس ولاتمش في الارض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور )
(لقمان١٨)
قال سيد المتواضعين صلى الله عليه وسلم :
وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله
أخرجه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم :
ما من آدمى إلا في رأسه حكمه بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك : ارفع حكمته وإذا تكبر قيل للملك : دع حكمته .
صحيح الجامع : ٥٦٧٥
وعن عائشه رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد
السلسله الصحيحه
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : حدث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذُكر له قومى ، فدخل على ، فألقيت له وساده من أدم ، حشوها ليف ، فجلس على الأرض ، وصارت الوساده بينى وبينه .
متفق عليه.
تواضع سلفنا الصالح :
قيل لعبد الملك بن مروان : أى الرجال افضل ؟ قال من تواضع من قدره ، وزهد عن رغبه
سئل الفضيل بن عياض رحمه الله عن التواضع ؟ فقال: يخضع للحق ، وينقاد له ويقبله ممن قاله ، ولو سمعه من صبى قبله ، ولو سمعه من أجهل الناس قبله
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وجدنا الكرم في التقوى ، والغنى في اليقين ، والشرف في التواضع
سئل الحسن البصري عن التواضع ، فقال التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلماً إلا رأيت له عليك فضلاً .
تعليقات
إرسال تعليق