غزوه بني النضير
تاريخ الغزوة : ربيع الأول عام أربعه هجريه
سبب الغزوة : تدبير اليهود المكائد والمؤامرات للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم
أولا : قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى بنى النضير ، وكانوا في معاهدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وطلب منهم المساعدة في دفع ديه الكلابيى الذي قُتل خطأ ، فقالت اليهود : أجل نفعل ، وأجلسوا النبي صلى الله عليه وسلم ، وأرسلوا أحدهم فوق السطح ، ليلقى حجر على رأس النبى صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله جبريل بالوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وأرسل جنوده ، وحاصروا هؤلاء اليهود الملعونين ، واجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن المدينة، وأخذ أموالهم ، وديارهم ، وقد دام الحصار ست ليالى وقيل خمسة عشر ليله ، دب الرعب في قلوبهم ، واستسلموا ، وقطع النبي صلى الله عليه وسلم أشجارهم. ( ماقطعتم من لينه أو تركتموها قائمه على أصولها فبإذن الله وليخزى الفاسقين - الحشر ٥ )
ونزل فيهم قول الله تعالى (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ماظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار- الحشر ٢)
ثانياً : طلب اليهود المباهله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فطلبوا ثلاثين من المسلمين ، وثلاثين من أحبارهم ، فاستعد النبي صلى الله عليه وسلم لهم ، فخافوا من عقيدة المسلمين ، وقوتهم ، فطلبوا ثلاثه أمام ثلاثة ، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم ،وخرجوا ، وإنما أرادوا أن يخرجوا بالخناجر ، ليقتلوا النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فأرسلت امرأه ناصحه للمسلمين ، وهى من بنى النضير ، إلى ابن أخيها ، تحذره من غدر اليهود ، فعاد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما كان الغد ، تقدم إليهم وحاصرهم حتى استسلموا ،وخربوا بيوتهم ،وحملوا الأبواب ، والمتاع ، وكان هذا أول خروج مهانه ، وذله ، وبأعداد غفيرة ، كما قال الله تعالى ( يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار - الحشر ٢)
ونسأل الله أن تتكرر ذلتهم وخروجهم من بلاد المسلمين .
اللهم امين
مواقف ودروس من غزوه بنى النصير :
١/ اليهود ليسوا أهل حروب ، ولا قوه لهم ، ولا ثبات ، لكنهم أهل خيانه ، ومكائد ودسائس .
٢/ الحرب خدعه ، فيجوز قطع الأشجار ، والأشياء التي يحتمى بها العدو ، ولا يعد هذا منافيا للبر والرحم ، لأن الله تعالى يقول ( إذ يوحى ربك للملائكه أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان- الأنفال ١٢
٣ / الفرق بين الفئ والغنيمه :
الغنيمه : تقسم أخماس ( واعلموا إنما غنمتم من شئ فان لله خمسة وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير - الأنفال ٤١ )
والغنيمه ما كان عن حرب ، وقتال ، وايجاف ، الخيل والركاب .
أما الفىئ: فهو منه من الله تعالى دون قتال ، ولا ركوب الخيل ، ولا متاعب الحروب ، وللرسول صلى الله عليه وسلم أن يوزعه كيفما شاء ( وما أفاء الله على رسوله منهم فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب و لكن الله يسلط رسله على من يشاء و الله على كل شيء قدير - الحشر ٦)
تعليقات
إرسال تعليق